بسم الله الرحمن الرحیم
خلاصه آنچه در این صفحه میخوانید
د. الشفاعة و التوسل
فی السنوات الاخیرة نری عدة کتب فی هذا المطلب و اثبات حقیقة الشفاعة و التوسل و لکن بعض الاحیان فی المختصرات فوائد لا یوجد فی المطولات فلذا نذکر جوابا مختصرا مفیدا ان شاء الله.
لحل هذه الشبهة نقول عدة نکات:
الشفاعة هی شفاعة مؤمن افضل فی حق غیره و مغفرة الله تعالی ذنوب المفضول(او ازدیاد درجاته فی الجنة) لشفاعة الافضل.
النکته الاولی:
فی بعض المستحبات نری التوصیة بالدعاء للمؤمنین فی العرفة و طلب استغفار بعضهم بعضا.
و فی بعض الروایات ان مثل هذا الدعاء مستجاب.
نحن نقول بمخالفی الشفاعة ان کل ما یجاب فی توجیه مثل هذه التوصیة یجاب فی توجیه الشفاعة.
لنفس العلة التی یستجاب استغفار المؤمنین بعضهم لبعض، یستجاب شفاعتم فی الآخرة.
کل مشکل قالوه فی الشفاعة یمکن ان یطبق فی الشفاعة.
مثلا یقال ان الشفاعة ظلم لان المؤمن المفضول لم یکن له عمل و لکن غفر له بعض ذنوبه لشفاعة فرد آخر. دقیقا مثل هذا یمکن ان یقال فی استغفار بعض المؤمنین لبعض آخر و استجابته. و الجواب فی الاستغفار ان المؤمن المستغفر له مثلا فعل افعالا بسببه استغفر المؤمن الافضل له و اثر عمل ان استغفار غیره له و اثر استغفار غیره له استغفار الله تعالی ایاه. فلذا استغفار الله تعالی ایاه نتیجة عمله فلذا لیس هذا ظلما.
النکتة الثانیة:
الشفاعة لا یسبجاب لکل فرد فکذا ان دعاء المؤمن لا یستجاب للکافر فی الدنیا فکذلک فی الاخرة.
فلذا لیس کل آثم فی عمره، مشمول للشفاعة المقبولة.
بل الشفاعة یستجاب لآثم خاص، حقق فی نفسه ارضیة مناسبة لقبول الشفاعة فیه.
النکتة الثالثة:
آیات الشفاعة فی القرآن عدة طوائف لا بد ان یلاحظ جمیعا لان نفهم المراد الحقیقی
الطائفة الاولی: اثبات الشفاعة لافراد خاص:
- وَ لا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضى[۱]: فانما الشفاعة لمن ارتضاه الله بحکمته.
- ما مِنْ شَفيعٍ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِه[۲]: فالشفاعة منوط باذن الله تعالی. وَ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَه[۳] الشافعة یمکن للمأذون و لیس لکل احد ان تشفع شخص آخر. مَنْ ذَا الَّذي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِه[۴]
- لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً[۵]
- يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ رَضِيَ لَهُ قَوْلا[۶]
- وَ لا يَمْلِكُ الَّذينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ[۷]
- وَ كَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْني شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشاءُ وَ يَرْضى[۸]
الطائفة الثانیة: انما الشفاعة لله تعالی
قُلْ لِلَّهِ الشَّفاعَةُ جَميعا[۹]
الطائفة الثالثة: نفی الشفاعة مطلقا
هذه الآیات ایضا کثیرة. انظروا بعض هذه الآیات.
وَ لا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَ لا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ[۱۰].
يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فيهِ وَ لا خُلَّةٌ وَ لا شَفاعَةٌ وَ الْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُون.[۱۱]
بسبب مجموع الآیات نفهم ان اصل الشفاعة حق و هذه الآیات ینفی نوعا خاصا من الشفاعة و المراجعه الی شأن نزول الآیات یفهمنا ان الشفاعة الخاصة التی علی الظاهر نفی فی هذه الآیات هی الشفاعة التی ادعته الیهود و اهل الکتاب بحیث یأخذون الدراهم و الدنانیر و یشفعون للناس!!
الطائفة الرابعة : ذکر طائفة لا تنفعهم الشفاعة
فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعين[۱۲]
وَ أَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمينَ ما لِلظَّالِمينَ مِنْ حَميمٍ وَ لا شَفيعٍ يُطاعُ [۱۳]
فنفهم بسبب هذه الآیات ان اصل الشفاعة حق و ان الشفاعه لا یتعلق بالجمیع و شفاعة الشافعین باذن الله تعالی و لکل من الشفیع و المشفوع خصائص.
النکتة الرابعة:
یمکن لنا السؤال عن الاولیاء للاستغفار بتصریح القرآن حیث یقول الله تعالی فی سوره المنافقین: *(وَ إِذا قيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَ رَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَ هُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (۵))* و*(وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحيما)*
سؤال الشفاعة ایضا لیس بحرام الا اذا نهی الله تعالی عنه.
الاعتقاد بوقوع هذا النهی یبتنی علی مذهبنا لانه فی مذهب اهل البیت علیهم السلام بدل النهی، الامر بهذا السؤال موجود و اما فی مذهب اهل السنة فروایاتهم یختلف. بعض المحققین کتبوا کتبا جمعوا فیها الروایات التی توجد فی کتب اهل السنة و تدل علی حسن ذلک.
النکتة الخامسة:
سؤال الشفاعة لیس شرکا و السؤال بحسب اعتقاد الفرد قد یکون شرکا و قد لا یکون کذلک.
ان سأل فرد عن النبی الشفاعة و کان اعتقاده هکذا «النبی یشفع لی و ان لم یرتضی به الله!!!» ، هذا معناه الشرک.
و لکن واضح ان احد من المؤمنین لا یسآل عن النبی هکذا.
کما یمکن لنا ان نسال رجلا ان یأتی بالماء او ان یفعل لنا فعلا خاصا و هذا لیس شرکا فکذلک سؤال الشفاعة.
لانه لا یوجد مؤمن اذا سأل عن النبی کان نیته بحیث یتصور النبی مستقلا عن الله تعالی!
فلذا سؤال الشفاعة لا فرق بینه و بین السؤال فی الدنیا من حیث الشرک و عدمه.
النکتة السادسة:
حکمة الشفاعة ابتلاء الناس کحکمة امر الله تعالی بالسجود لآدم.
ابلیس کان راضیا بسجدة طویلة لله تعالی و لکن لم یکن یرید سجدة واحدة لآدم و لکن اذا اراد الله ان یبتلی المتکبر ابتلاه بمثل السجدة الی آدم.
الله تعالی لتعظیم الاولیاء و غیره من الاغراض کمعرفة الناس ایاهم و سیرتهم ارجع الناس الی الاولیاء لیسألون عن الاولیاء الشفاعة و الدعاء و …
و جعل لدعاء الاولیاء لهم اثرا حقیقیا هو صعودهم فی الآخرة.
التوسل:
اما التوسل فمعناه جعل شیء واسطة بیننا و بین الله تعالی.
النکته الاولی: الواسطة لماذا؟!
لماذا لا نذهب الی الله تعالی بلاواسطة؟
حقیقة الامر ان الله تعالی امرنا بالامرین. بعبارة اخری بما ان الرجوع الی الله تعالی بلا واسطة له فوائد و مع الواسطة ایضا له فوائد اخری، فامرنا الله تعالی بکلیهما.
مثلا امرنا بالصلاة التی هو الرجوع الی الله بلا واسطة.
و لکن الله تعالی امرنا بالرجوع الیه بالواسطة ایضا:
يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ ابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسيلَةَ وَ جاهِدُوا في سَبيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون[۱۴]
الوسیلة معناها عامة لجمیع ما یصلح للتوسط فیشمل التوبة و العبادة و مثل الرجوع الی الاولیاء خصوصا بما ذکرناه فی بحث الشفاعة مثل هذه الآیة المبارکة : *(وَ إِذا قيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَ رَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَ هُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (۵))*.
و قد ذکرنا فیما سبق فی النکتة السادسة من نکات الشفاعة ما یقرب حکمة التوسل ایضا.
النکته الثانیة:
جواز السؤال عن الائمة و الانبیاء مسألة فقهیة و فی روایات الشیعة روایات کثیرة تدل علی جوازه و قد ذکرنا من القرآن بعض ما یدل علیه و لکن اهل السنة فی روایاتهم اختلاف و بعض المحققین جمعوا کتبا لتجمیع الروایات التی فی کتبهم یدل علی جواز ذلک.
النکتة الثالثة:
بعضهم یتصور ان السؤال عن الاولیاء فی حال حیاتهم جائز و لکن بعد الموت لغو او لیس بجائز.
انظروا هذه الآیة المبارکة:
يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُور[۱۵]:
الکفار یئسون من اصحاب القبور و یتصورون انه لا اثر لهم.
و لکن القرآن یقول ان المجاهدین فی سبیل الله احیاء.
وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلُوا في سَبيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون[۱۶]:
قال بعض العلماء:
کل انسان بحسب روحه یبقی بعد الموت و فما خصوصیة المجاهدین فی سبیل الله الذین هم احیاء دون غیرهم؟
علی الظاهر المراد من حیاتهم آثار لهم فی الدنیا.
ذلک مبلغهم من العلم!
بعض الشرطی فی البقیع فی المدینة المنورة اوقع شیئا علی الارض و قال:
الامام الحسن ارفعه و اوصله الی یدی!
ثم قال بعد ساعة:
ترون؟! لا یقدر علیه! فما فائدة التوسل و السؤال منهم!
قال بعض الناس فی جوابه:
یا الله! یا الهی و ربی! ارفعه و اوصله الی یدی!
ثم قال بعد ساعة: ترون؟ الله تعالی (نستجیر بالله) لیس بقادر! ثم قال: هل هذا الاستدلال صحیح؟!!!؟
واضح ان هذا الاستدلال لیس بصحیح لان الله تعالی و کذلک الائمة لیسوا منتظرا لان نتکلم ثم یجیبوه ساعة بل عملهم بحسب حکمتهم لا بحسب سؤالنافلذا نری فی الروایات ان الله تعالی قد یستجیب دعاء المؤمن لکن لا باعطائه ما سأل بل بدفع مصیبة عنه لان ما سأل المؤمن لم تکن فیه مصلحته فکذلک الاولیاء.
الغرض الاصیل من السؤال عن الاولیاء التواضع الیهم لامتثال امر الله تعالی لا الوصول الی الغرض لانه کثیرا لیست المصلحة فی ما نسأل.
[۱] سوره مبارکه انبیاء آیه ۱۲۸٫
[۲] سوره مبارکه یونس آیه ۳٫
[۳] سوره مبارکه سبأ آیه ۲۳٫
[۴] سوره مبارکه بقره آیه ۲۵۵٫
[۵] سوره مبارکه مریم آیه ۸۷٫
[۶] سوره مبارکه طه آیه ۱۰۹٫
[۷] سوره مبارکه زخرف آیه ۸۶٫
[۸] سوره مبارکه نجم آیه ۲۶٫
[۹] سوره مبارکه زمر آیه ۴۴٫
[۱۰] سوره مبارکه بقره آیه ۴۸٫
[۱۱] سوره مبارکه بقره آیه ۲۵۴٫
[۱۲] سوره مبارکه مدثر آیه ۴۸٫
[۱۳] سوره مبارکه غافر آیه ۱۸٫
[۱۴] سوره مبارکه مائده آیه ۳۵٫
[۱۵] سوره مبارکه ممتحنه آیه ۱۳٫
[۱۶] سوره مبارکه آل عمران آیه ۱۶۹٫
سبحان ربک رب العزة عما یصفون و سلام علی المرسلین و الحمد لله رب العالمین